التظاهرات

الدبلوماسية الدينية وتحديات الأمن والاستقرار الإقليميين

2017-03-08 2017-03-09


ورقة

حول تنظيم ندوة دولية

 

 

العنوان 

الدبلوماسية الدينية وتحديات الأمن والاستقرار الإقليميين

التاريخ 

مارس 2017

 

 

 

ديباجة

 

لم تستطع البشرية، رغم ما راكمته من خبرات وتجارب وعلوم ومعارف، أن توقف أشكال النزاع والاقتتال، ولا أن تحد من مظاهر سوء الفهم والتواصل. إذ ما يزال الصراع، مشتعلا في مناطق وجبهات متعددة، داخليا بين أفراد المجموعة الثقافية الواحدة، وخارجيا بين دول وطوائف وجماعات مصالح مختلفة.

   وإذا كانت العديد من الفتن والنعرات التي فتكت بالعالم، وفي جميع المراحل التاريخية قد انطبعت بالطابع الديني. فإن الدين قد لعب، أيضا، وفي معظم فترات التاريخ دورا محوريا في فرض السلم والجنوح إليه. حيث كان للعديد من رجال الدين والعلماء المتخصصين في شؤونه، وكذا المؤسسات الدينية، أدوار طلائعية ومحورية في إشاعة السلم والأمن وتسوية العديد من النزاعات والفتن. وذلك من خلال "دبلوماسية دينية" تقتفي أثر ثقافة الحوار والتواصل وقبول الاختلاف. وهي دبلوماسية متجذرة في التربة المغربية غير وافدة عليها مع ثورة الوسائط الإعلامية. إذ عرفها المغرب منذ زمن بعيد، مع الرباطات والزوايا وما شاكلها من المؤسسات السوسيوسياسية، ومع مؤسسة إمارة المؤمنين التي قامت بالعديد من المبادرات والمساعي ذات الطابع الديني في سبيل السلام العالمي.

الإطــار العــام

     لقد أصبح الدين في العالم المعاصر عاملا أساسيا وحاسما في إشاعة ثقافة السلام وقيم التعايش بين الحضارات والثقافات المختلفة والمتعددة، وأضحت الدبلوماسية الدينية والروحية فاعلا مؤثرا مساهما في تحقيق السلم وفض النزاعات الإقليمية والدولية.

     في السياق نفسه، ظل المغرب دوما، لدواع تاريخية وجغرافية، ملتقى لتفاعل الحضارات والثقافات، وجسرا لنشر خبرات ثقافية وقيمية تشكلت بفضل صيغ المثاقفة التي احتضنها الحوض المتوسطي، ولعل الشاهد على ذلك استمرار الدور المغربي المحوري في تذويب الخلافات بين الدول الإفريقية الشقيقة، وفي تحسين العلاقات الإفريقية الأوروبية وتدبير الاختلالات التي أنشأها النظام العالمي (ملف الهجرة، ملف المخدرات، معضلة الإرهاب...).  وهو ما منح المغرب صفة البلد الآمن المستقر الحريص على استقرار أشقائه وجيرانه، وذلك بفضل الرعاية الملكية لقضايا الدبلوماسية والروحية، وتوظيف الدولة المغربية، بمؤسساتها المختلفة، للثقل الحضاري والتاريخي للبلد في إشاعة التأثير السياسي الناعم.

      وهكذا، مثلا، عمل المغرب على وضع  خبرته في تدبير الشأن الديني رهن إشارة عدد من الدول، من بينها فرنسا، وخصوصا في مجال تكوين وتأطير الأئمة والمرشدين. مقدما بذلك، نموذجا للتعاون الدولي في مواجهة الإديولوجيات المتطرفة، والجماعات الإرهابية التي تشكل تهديدا لأمن واستقرار منطقة الساحل والصحراء.  

     كما أن نجاح المغرب في تدبير الحقل الديني على مستوى أماكن العبادة والتعليم العتيق وتكوين الأئمة جعلته مؤهلا تاريخيا وحضاريا للمساهمة في تشكيل الخريطة الدينية على الصعيد الدولي، وفي مكافحة التطرف والحركات الإرهابية.

    ينبغي القول أيضا أن الدبلوماسية الدينية لم تكن حكرا على المسلمين دون غيرهم، بل كانت كذلك شأن الديانات الأخرى، وخير مثال على ذلك دولة الفاتيكان الدينية، التي أضحت، نظرا لمكانة البابا الروحية، لاعبا أساسيا على الساحة السياسية الدولية، يشهد على ذلك دورها البارز إبان الحرب الباردة.

    هذا وتلعب بعض القيادات اليهودية دورا ايجابيا ومحوريا في مواجهة التطرف الصهيوني، وفي مناصرة حقوق الشعب الفلسطيني وعن السلام في منطقة الشرق الأوسط.

الأهــداف

    وعيا بالدور الأكاديمي المنوط بالجامعة المغربية، وإيمانا بما يمكن أن تشكله من فضاء معرفي عقلاني وتنويري يساهم في تقديم  تصورات وتوصيات لحل الإشكاليات الإقليمية والدولية، إرتأت جامعة محمد الأول بوجدة أن تحتضن هذه الندوة الدولية الموسومة ب "الدبلوماسية الدينية وتحديات الأمن والاستقرار الإقليميين"، وذلك لتسليط الضوء على دور الدبلوماسية الدينية وأهميتها في مجال السياسة الخارجية والمساهمة في إحلال السلام في العالم ودعم الحوار بين الديانات والحضارات، فضلا عن غاية أخرى ذات أهمية هي التعريف بالنموذج المغربي في مجال ممارسة الدبلوماسية الدينية والتعايش بين الديانات وإشاعة روح الاعتدال وقيم التسامح وقبول الآخر

 

 

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة ump.ma - © 2024